هوت شوكلت
الى هؤلاء الاشخاص الذين يسكنوننا
يتشبثون بنا فنتصرف بإرادتهم تلك الافعال التي لا نريد
ونظل نحن في دائرة الظل الى ان تنفجر الصرخات داخلنا
فلا يظل لنا خيار سوى التمرد
جلس وحيداً يحتسي قهوته المسائية .. ويبتلع مرارة الايام في وحدة تكاد تعصف بكيانه
كانت ترتسم على وجهه ملامح ليست له ولكنها اصبحت ترتدي وجهه منذ زمن طويل حتى انه اصبح غير قادر على انتزاع قناعه وترميم احلامه
اصبحت ايامه متشابهة ومشاعره مفقودة تحلق بعيداً عنه في افق ابعد من متناول ايامه
وحلقت افكارة تسترجع لقاءه الاول بها تلك المراه التي لم يرها مطلقاً ولكنه قرأها بقدر كبير من الاهتمام او بقدر كبير من التمنى دفعه للاصرار عليها للفوز بلقاء .. وحينما جلست بالقرب منه ، اخذ يتحدث عن اخرى .. تلك التي انتقل محل اقامتها الجبرية من داخله الى خارج اطار صورته التي اهترأت بفعل السنين او بفعل يديها
لا يعرف لماذا كان عليها ان يقص اوجاعه ويعرض جراحة امام امراة اخرى لايعرف عنها سوى سطورها التي تعود قراءتها ... ألأنه فقد من احب فقد ذاك الشعور الذي طالما كان يتمنى ان يأخذه منها ؟ بينما كانت تعلمة الدرس بإتقان ذلك الدرس الذي لم يقرأ به الا حروف باهتة ومشاعر لامبالاة قاتلة
هل فاض به الحزن الى حد ان يعرض جرحه علناً امام امرأة اخرى؟ .. اخذ يرتشف قهوته ويبتلع مراره ما بداخله ويتسائل .. هل اعتاد على الألم حتى انه اصبح يستحضره في لحظات من المفترض ان تكون سعيدة مع امرأة اخرى .. ام انه شرب الكثير من كؤس الوجع حتى امتص جسدة قدراً كافياً لادمانه ؟
تبارد الى ذاكرته كيف اقدمت تلك المرأة على اهداءة تلك الرواية في لقائهما الاول بالرغم من انها لم تقرأ مستقبلها معه حتى الآن
واخذ يقرأ ما خطته يدها بخط واثق كإهداء
لماذا نبكي على اللبن المسكوب .. مع اننا نستطيع ان نعيش بدونه وربما استعضنا عنه بالهوت شوكلت
ابتسم ابتسامة يغلفها الحزن واسقط نظرة على العنوان( سبتمبر)
وتسائل هل هي الصدفة ان يكون لقائهما
الاول في سبتمبر ايضاً ؟ .. تملكة فضول ملح ان يعرف ما بداخلها واخذ يقرأ اولى فقراتها
إلى هؤلاء الواقفين على الخط الفاصل بين الجنون و العقل ، بين الرغبة فى المنح و الخوف من فقدان الذات فى الطريق .. الى كل من أصيبوا فى أماكن متفرقة من أرواحهم و قلوبهم بفعل مرور عبثى على أيامهم ، و إلى كل من بذل تجاه الحب حباً و تجاه الإخلاص عمراً و لم ينالوا نظير منحهم الى كل هؤلاء اعلموا :
أن ولادة جديدة بانتظاركم
جنى
ملحوظة : رواية سبتمبر هي رواية موجودة بالفعل كتبتها امنية الخياط والسطور باللون الاخضر هي من فقرة الاهداء بروايتها
No comments:
Post a Comment