Wednesday, March 3, 2010

أبيض وأسود


إعلان مسرحية

أسم المسرحية : مسرحية هزليه
تأليف : القدر
إخراج : الحياة
البطولة : مشتركه بين ضدان : الأبيض و الأسود
الممثل الوحيد : العتمه
الكومبارس : الأتباع و الزبانيه

المشهد خارج المسرح

على نافذه تذاكر العرض احتشدت الجماهير لتوقع عقد شروط حضور المسرحيه الهزليه المكونه من فصل واحد ومشهد وحيد ... وكان نصها هو وجوب التزام الصمت التام ... مع التخلي عن كل المعتقدات المعتنقه و المرتبطه من قريب أو بعيد بالأمل او الياس ... مع ضروره ترك الأذهان... والأرواح ترتقي الى حد التقمص مع الأبطال،،

المشهد داخل المسرح

وسط صمت تام لجماهير حضرت المكان ... ملئت الكراسي بالصمت المشبوب بالترقب .... تبدء موسيقى العرض بطبول متداخله احداهما بطيئه و الأخرى سريعه الإيقاع ... مما يبعث الشعور بعدم التناغم و الإضطراب .... وبعد برهه من الزمن .... ترفع الستار... رُفعت الستارة ومرت لحظات ترقب للعرض.... يظهر الأبطال على وسط مسرح الأحداث يرتدي أحدهم اللون الأبيض ويتوشح الآخر السواد ... تتسلط الأضواء بسطوع على البطل الأبيض .... وتظهر خافته على الأسود مما يعطينا الشعور بان المسرح مقسوم الى نصفين متساويين .... اما نقطه المنتصف تماماً فهي نقطه معتمه لا يظهر منها شيء .... ومع تواري صوت الموسيقى تدريجياً يبدأ الأبيض و الأسود في الأبتعاد كل منهم عن الآخر وفي الأتجاه العكسي له .... وكل منهم متشبث بشراسه بالنقطه المعتمه على وسط المسرح و التي تعالى صوتها بالصراخ أثر النزاع القائم بينهم .... مع مصاحبه موسيقى تراجيديه للموقف الأليم .... متمثله في دقات طبول ولكن هذه المره بأختلاف في غلاظة ورقه الطبله المستخدمه بالتناوب .... وفجئه تحاول العتمه أن تقنع الأبيض والأسود بحريتها المشروعه في ترك الأختيار لها في ان تختار من الذي سيحصل عليها منهم .... وبدهاء تطلب منهم مناظره كلاميه يحاول فيها كل منهم إقناعها أنه الأفضل وأن عليها أن تختاره

يتقدم الأسود المسرح بخطوات بطيئه متثاقله يجر خلفه أذيل اللغه ويبقى الأبيض واقفاً داخل دائره الظل .... بينما تدق الطبول الغليظه دقات بطيئه ولكنها تصرخ عاليا تعكس في النفوس رهبه ... وعندما يبداالأبيض حديثه ... يتبادلوا الادوار يظهر الأبيض داخل دائرة الضوء و يبقى الأسود في الظل بينما يتقدم الأبيض بخطواته الرشيقه السريعه مع مصاحبه ايقاع سريع لطبول مبهجه ....


يقول الأسود
انا من يتبعني ليس لديه ما يفقده
انا واضح لا يحوم حولي الغموض
اكتب دوماً السطر الأخير في النهايات المحتومه



يقول الأبيض
من يتبعك لا يملك ما هو قابل للفقدان
ولكن من يتبعني يجد دوماً في جعبتي البدائل
فأنا دوماً اعوض عن ما تم فقده بميلاد جديد
نستطيع ان نقترضه معاً من بين انياب الحياه
فأنا نهر لا يجف ... وليس لي نهايه

الاسود
معي لن تستطيع أن تحمل عبء التفكير في المستقبل
يخافني الناس لبشاعة الظاهر،
و أخاف الناس لبشاعة الباطن

الأبيض
معي يتواجد دوماً مستقبل
لن تجهد نفسك في البحث عني
فأنا أجيد التسلل الى أعماقك دون ان تدرك

الأسود
ان لي زبانيه لا يتوانوا عن مساعدتي بتفاني
هم : الفشل ... الإحباط ... التشاؤم ... الكابه
و النتيجه المقترنه بي هي الموت

الأبيض
وأنا ايضاً لي أتباعي المخلصين
النجاح ... التفائل ... الأحلام ... الأمنيات
و النتيجه المتاحه معي دوماً هي الحياه


الأسود
انا مرادفي يأس
انا كابوس لا مفر مني ما دمت مجبراً على النوم

الأبيض
وانا مرادفي أمل
انا كضوء النهار تجدني أمامك حتى لو أضطررت للنوم
فالحلم دوماً من اتباعي

الاسود
خطيئة الامل هو حرية الهواء
نستنشقة بنهم داخل رئتينا
فيصل الى حناجرنا متقوقعاً حد الاختناق

الابيض
إن اليائس حيلته الظلام
وفي الظلام تسهل الجرائم
اليأس واضح مثل شمسٍ ليست لنا تتوة خطانا على طريقها
أما الأمل نستطيع ان نراه في وضح الليل فندق باقدام واثقة الطريق

الابيض
لن أقول لك لابد أن تختارني فانا داخلك دون ان تدري

الأسود
وأنا أسكنك ولكنك لن تدرك ذلك الا في النهايه


وفجأه يعم الصمت المسرح
... تصمت الطبول
وتكتم الأنفاس في انتظار النطق بالحكم


العتمه
هناك العديد من الافكار تسكنني ... ومقولات تعبر داخل وجداني

ولكن في النهايه دعوني أصدقكم القول
سوف أظل دوماً الأنسان
حائر ... ثائر ... ساخط ... راضي ... يائس .... متفائل ... يجتاحني الأمل .... ويتسرب خلالي الياس .... فلا مفر لن اتنازل عن اي منكم فلابد للابيض من الاسود والعكس فبدون اليأس لن أعرف قيمة الأمل و بدون اليأس لن استشعرالحزن قد يكون من الحزن حكمه و لكن من الأمل أيضاً حياة


جنى