Sunday, October 9, 2011

امل وحيد 2








ظهر خيط النهار وما تزال امل مستلقية بلا حراك بعد ان خارت قواها اثر الانفعال النفسي العنيف الذي كالمعتاد عصف بكل كيانهاها دون جدوى من الوصول الى اي مبرر يتسرب منه التسامح الى قلبها حيال الشخص الوحيد الذي منحتة كيانها ... فاكتشفت بعد غيابه انة سرق روحها ... وترك لها شبحاً يرتدي جسداً يشبهها

تداركت اذنها دقات بندول ساعه الحائط المعلقة معلنة السادسة والنصف صباحاً ... تذكرت ان موعد وصول ابنها قد تبقى منة ساعتين ... فنهضت في تلكوء متجهة صوب الحمام ... حيث تساقط الماء عليها بحنو دافيء فأخذ يلقى بأوجاع الليلة الكئيبة الى بالوعة النسيان المؤقت مذكراً اياها ان عليها ان تكون صلبة في الموعد المتوقع لوصوله .

نظرت امل نظرة متفحصة الى المرآة قبل الانصراف للتاكد ان ما عانتة ليلاً لم يترك اثر واضح على ملامحها ... وهي تتسائل هل ما تشعر بة من تغيرات في شكلها هو شعور كاذب ناتج عن احساسها الداخلي بالانكسار ام هو حقيقة لابد لها من مواجهتها بتقبل واقع أن مجرد محاولة تغييرة سوف يكون محاولة واهية لمحاربة طواحين الماضي؟؟ ... وهذا ما لايمكن استرجاعه!!

خرجت مسرعة وكلها أمل في ان تصل بسيارتها أمام محطة القطار قبل ان ينصرف جميع الركاب ويغذو ابنها الشعور بخيبة الانتظار وحيد ...
في الوقت المحدد كانت امل تقف امام القطار ... حيث كانت الابتسامة مرسومة باحتراف على شفتيها ملوحة لابنها بلهفة جائعة للقاء قد يشبع حاجتها الى الدفء
ركب عمر السيارة يعلو وجهه ملامح فرح غامض .. مما جعل امل ترتاب وتشعر بقلق حيال هذا الشعور الغريب !!

انتظرت امل حتى عادا الى المنزل واخذت تحضر لتناول طعام ممزوج بحميمية المشاركة ... وانتهزت الفرصة للثرثرة مع عمر عن ما حدث هناك والكشف عن السر الذي جعله يعود وملامح الفرح تفيض منه فتشي وللمرة الاولى بالرضى

فاخذ الطفل يراوغ امه بكلماته الطفولية الماكرة ... ويقص عليها الحوار الذي دار هناك و الذي ادى الي شعوره بالسعاة المصحوبه بالأمل

في المساء جلست امل وعمر امام تلفاز غرفة النوم لقضاء وقت معا حتى يخلد الى النوم كالعاده في حضن امه ... وكما تعود دائماً حتى قبل ان يتمتع بامتلاك امه المطلق بعد انفصالها عن والده

شق صوت الهاتف صدر صمت غرفة المعيشة ... فأجابت امل بكثير من الراحة لرنين الهاتف المنتظر ... قائلة نعم ... اخيراً جاء دوري ؟؟

Saturday, September 17, 2011

هوت شوكلت

هوت شوكلت الى هؤلاء الاشخاص الذين يسكنوننا يتشبثون بنا فنتصرف بإرادتهم تلك الافعال التي لا نريد ونظل نحن في دائرة الظل الى ان تنفجر الصرخات داخلنا فلا يظل لنا خيار سوى التمرد 

 جلس وحيداً يحتسي قهوته المسائية .. ويبتلع مرارة الايام في وحدة تكاد تعصف بكيانه كانت ترتسم على وجهه ملامح ليست له ولكنها اصبحت ترتدي وجهه منذ زمن طويل حتى انه اصبح غير قادر على انتزاع قناعه وترميم احلامه

 اصبحت ايامه متشابهة ومشاعره مفقودة تحلق بعيداً عنه في افق ابعد من متناول ايامه 
وحلقت افكارة تسترجع لقاءه الاول بها تلك المراه التي لم يرها مطلقاً ولكنه قرأها بقدر كبير من الاهتمام او بقدر كبير من التمنى دفعه للاصرار عليها للفوز بلقاء .. وحينما جلست بالقرب منه ، اخذ يتحدث عن اخرى .. تلك التي انتقل محل اقامتها الجبرية من داخله الى خارج اطار صورته التي اهترأت بفعل السنين او بفعل يديها 


لا يعرف لماذا كان عليها ان يقص اوجاعه ويعرض جراحة امام امراة اخرى لايعرف عنها سوى سطورها التي تعود قراءتها ... ألأنه فقد من احب فقد ذاك الشعور الذي طالما كان يتمنى ان يأخذه منها ؟ بينما كانت تعلمة الدرس بإتقان ذلك الدرس الذي لم يقرأ به الا حروف باهتة ومشاعر لامبالاة قاتلة 


هل فاض به الحزن الى حد ان يعرض جرحه علناً امام امرأة اخرى؟ .. اخذ يرتشف قهوته ويبتلع مراره ما بداخله ويتسائل .. هل اعتاد على الألم حتى انه اصبح يستحضره  في لحظات من المفترض ان تكون سعيدة مع امرأة اخرى .. ام انه شرب الكثير من كؤس الوجع حتى امتص جسدة قدراً كافياً لادمانه ؟ 


 تبارد الى ذاكرته كيف اقدمت تلك المرأة على اهداءة تلك الرواية في لقائهما الاول بالرغم من انها لم تقرأ مستقبلها معه حتى الآن 


واخذ يقرأ ما خطته يدها بخط واثق كإهداء 
لماذا نبكي على اللبن المسكوب .. مع اننا نستطيع ان نعيش بدونه وربما استعضنا عنه بالهوت شوكلت ابتسم ابتسامة يغلفها الحزن واسقط نظرة على العنوان( سبتمبر)


 وتسائل هل هي الصدفة ان يكون لقائهما 
الاول في سبتمبر ايضاً ؟   ..  تملكة فضول ملح ان يعرف ما  بداخلها واخذ يقرأ اولى فقراتها 


إلى هؤلاء الواقفين على الخط الفاصل بين الجنون و العقل ، بين الرغبة فى المنح و الخوف من فقدان الذات فى الطريق  .. الى كل من أصيبوا فى أماكن متفرقة من أرواحهم و قلوبهم بفعل مرور عبثى على أيامهم ، و إلى كل من بذل تجاه الحب حباً و تجاه الإخلاص عمراً و لم ينالوا نظير منحهم الى كل هؤلاء اعلموا : 

 أن ولادة جديدة بانتظاركم 

 

جنى

 ملحوظة : رواية سبتمبر هي رواية موجودة بالفعل كتبتها امنية الخياط والسطور باللون الاخضر هي من فقرة الاهداء بروايتها 

Wednesday, September 14, 2011

حداد



وقفت متزينة بالأسود وسط غرفتها التي طالما امتلات بعطره ووهج نظراته المشرقة .. تنظر الى صورته وتتمتم بأن الأسود من اليوم سيلازمها ويلازم الشريط أعلى صورته فهو على قياس فاجعتها فيه فالأسود يليق بحجم حزنها عليه وخيبتها به .. ويليق بحجم الفراغ الذي خلفه لها .. وقررت أنه سيظل كذلك دوماً

رن هاتفها مظهراً رقمه .. أخذ قلبها يدق .. تجمدت عيناها على شاشته .. لكن لم يساورها شك في أنها لن تجيب

فهذا الرجل قد مات من دنياها في هذه اللحظة والى الأبد


جنى

Friday, September 9, 2011

أمل وحيد 1



كانت أمل مستلقية بلامبالاه مفتعلة على تلك الاريكة السوداء في غرفة المعيشة بشقتها بارقى احياء الاسكندرية تسترجع تلك الاعوام الماضية من حياتها ... وبعيونها الزائغة اخذت تارة تتامل تلك اللوحة ذات الخلفية البيضاء المعلقة على الحائط و المحدده بذلك الاطار الاسود والتي طالما احبتها واحست الى حد بعيد انها تشببها بألوانها المتناقضة ... وتارة اخرى تسقط بنظرها الى سجاده مستديرة تتوسط الغرفة بما تحمله من نقوش تشبة جلد النمر بالابيض والاسود ... ثم تحول نظرها بطريقة فجائية الى احدى حوائط الغرفة الذي انعكس علية ظلال اباجورة صغيرة هي كل ما يضيء المكان ... فكرت ان ظلها الظاهر على الحائط هو ما تبقى من كيانها التائه في فضاء مجهول لا تعرف الى اين سيقودها او الى اي مدى ابعد سيأخذها في سماء الجنون المخيف



تملكتها حالة من الاكتئاب الذي سيطر عليها لاكثر من سبعة أيام استغلت بها الفرصة للحصول على رفاهية ان تشعر انها وحيده قادرة على ان تنزع عن مشاعرها قناع الصمود بعد سفر ابنها الى القاهرة ... فقد اصبحت مؤخراً من عشاق الوحده ... بعد ان اقتنعت ان على المرء ان يواجة الواقع ويعتاد عليه ... ولكن مع تبديل الاقنعة كل في حينه .. حتى ان الوحدة اصبحت رجاءها الوحيد من هذه الحياة ... اعتقاداً منها ان جدران الوحده كفيلة بان تحميها من غدر الايام واوجاع المستقبل


تسرب الى اذنها دوي صوت الاغاني الصادر من الحاسب الالي الخاص بها يتردد في ارجاء الغرفة بصوت اليسا الحالم الذي يذكرها بأيام طالما حلمت بها حتى انها كانت تتمنى ان لا تستيقظ ابداً من ثباتها ... ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه


اخذت اذنها تخونها من جديد حيث تداركت كلمات كانت دائماً ما تتردد في حديثها مع وحيد (على بالي حبيبي اغمرك ما أتركك اسرقك ما رجعك احبسك ما طلعك من قلبي ولا يوم ..) وعلى شفتيها ترتسم تلك الضحكة الساخرة التي اعتادت ان تعتلي وجهها كلما تذكرته ...

وحين رددت الاغنية (على بالي حبيبي ليلة الـ . البسلك الابيض وسير ملكك و الدني تشهد .. عبالي حبيبي ) اخذت تتساقط من عينيها دموع غزيرة تاثراً بتلك الكلمات التي طالما رددت كلمات تشبهها له دون ادراك منها ان اليسا سوف تقترض مشاعرها وتخرجها في صورة اغنية رقيقة يتغنى بها المحبين ... شعرت بغصة تحمل مذاق مرارة تتعملق داخل حلقها ... فتبتلعها مع سقوط دموعها الكاوية على وجنتيها
وفي تلك اللحظة قفزت الى تفكيرها تلك الجملة التي قرأتها في احدى الروايات
 (( للغواية حد  فإن عبرت : غرت أو طرت)) واخذت تتمعن في المعنى الحقيقي للمقولة ... فطالما كان استيعابها للمقولة ان الشعور بالغور شعور سيء اما النجاح في حالة الغواية هو الطيران للتحليق في افق اوسع وارحب للسعادة ... ولكن في اللحظة الراهنة اصبح التحليق هو التعلق في الهواء في انتظار اللحظة الحاسمة للسقوط ... اما كيفية السقوط فهو ما كانت تجهله وتحقق اخيراً على يد اكثر من احبت على وجه الارض

اخذت تدور بها الغرفة في تباطؤ تحول تدريجياً الى تسارع يزامن دقات قلبها إثر شدة بكائها الصامت الذي يتصاعد ضجيجه داخل اعماقها بعنف ... الى ان ساد الظلام مخيلتها

Wednesday, January 5, 2011

بالحب قتلت أحلامي



بالحب قتلت أحلامي




سالت نفسي مراراً تراه الحب يحيي الأحلام؟؟

*
*

وأجبت بالأحلام اختنقت

فكيف يعيش الحب في جسد تخلى عنة حلمه


تراني فتحت نافذة أحلامي بك فاصيب الحب ولم أعرف كيف أحميه من هذا الضرر المقصود
ام ترى الحب أعياني فتخلصت من أحلامي بأمل ان يموت موتة رحيمة دون ان يحاسب


طالما أيقنت ان بالحب نحيا وبالأحلام نرتوي
واكتشفت أنه بالحب نسير على طرقات الفراق
فنتدثر ببروده الالم
وبالأحلام نحلق في افق المستحيل
فنتساقط شهباً مشتعلة بالحنين


فما معنى أن يبلغ الحلم رشداً
وينضج الحب قبل الأوان
وما جدوى ان نعيش أجساداً فارغة
وتعلق الروح مرهونة بالتلاقي
وتتقاذفنا الأسئلة حول

*
*
غياب المعنى ومعنى الغياب

جنى