ظهر خيط النهار وما تزال امل مستلقية بلا حراك بعد ان خارت قواها اثر الانفعال النفسي العنيف الذي كالمعتاد عصف بكل كيانهاها دون جدوى من الوصول الى اي مبرر يتسرب منه التسامح الى قلبها حيال الشخص الوحيد الذي منحتة كيانها ... فاكتشفت بعد غيابه انة سرق روحها ... وترك لها شبحاً يرتدي جسداً يشبهها
تداركت اذنها دقات بندول ساعه الحائط المعلقة معلنة السادسة والنصف صباحاً ... تذكرت ان موعد وصول ابنها قد تبقى منة ساعتين ... فنهضت في تلكوء متجهة صوب الحمام ... حيث تساقط الماء عليها بحنو دافيء فأخذ يلقى بأوجاع الليلة الكئيبة الى بالوعة النسيان المؤقت مذكراً اياها ان عليها ان تكون صلبة في الموعد المتوقع لوصوله .
نظرت امل نظرة متفحصة الى المرآة قبل الانصراف للتاكد ان ما عانتة ليلاً لم يترك اثر واضح على ملامحها ... وهي تتسائل هل ما تشعر بة من تغيرات في شكلها هو شعور كاذب ناتج عن احساسها الداخلي بالانكسار ام هو حقيقة لابد لها من مواجهتها بتقبل واقع أن مجرد محاولة تغييرة سوف يكون محاولة واهية لمحاربة طواحين الماضي؟؟ ... وهذا ما لايمكن استرجاعه!!
خرجت مسرعة وكلها أمل في ان تصل بسيارتها أمام محطة القطار قبل ان ينصرف جميع الركاب ويغذو ابنها الشعور بخيبة الانتظار وحيد ...
في الوقت المحدد كانت امل تقف امام القطار ... حيث كانت الابتسامة مرسومة باحتراف على شفتيها ملوحة لابنها بلهفة جائعة للقاء قد يشبع حاجتها الى الدفء
ركب عمر السيارة يعلو وجهه ملامح فرح غامض .. مما جعل امل ترتاب وتشعر بقلق حيال هذا الشعور الغريب !!
انتظرت امل حتى عادا الى المنزل واخذت تحضر لتناول طعام ممزوج بحميمية المشاركة ... وانتهزت الفرصة للثرثرة مع عمر عن ما حدث هناك والكشف عن السر الذي جعله يعود وملامح الفرح تفيض منه فتشي وللمرة الاولى بالرضى
فاخذ الطفل يراوغ امه بكلماته الطفولية الماكرة ... ويقص عليها الحوار الذي دار هناك و الذي ادى الي شعوره بالسعاة المصحوبه بالأمل
في المساء جلست امل وعمر امام تلفاز غرفة النوم لقضاء وقت معا حتى يخلد الى النوم كالعاده في حضن امه ... وكما تعود دائماً حتى قبل ان يتمتع بامتلاك امه المطلق بعد انفصالها عن والده
شق صوت الهاتف صدر صمت غرفة المعيشة ... فأجابت امل بكثير من الراحة لرنين الهاتف المنتظر ... قائلة نعم ... اخيراً جاء دوري ؟؟
No comments:
Post a Comment